الاثنين، 21 ديسمبر 2020

الحضارة الفنيقية و البحر الابيض المتوسط

 هذا درس آخر مكمل من اجل ان تفهم أكثر عن الفنيقيين الدين احتلوا المغرب لفترة من الزمن .

استعمار الدولة الفينيقية لحوض البحر المتوسط

الحضارة الفينيقية من أهم و أكبر الحضارات الشرقية المعروفة ، و قد عرفت هذه الحضارة بالعديد من الثقافات ، و عرفوا أيضا بمكانتهم التجارية الهامة .

الحضارة الفينيقية
ازدهرت العديد من المدن الفينيقية كأساسا للعمليات التجارية التي اشتهرت بها هذه الحضارة الفنيقية، و من بين هذه المدن صيدا و صور و جبيل ، فكان من الضروري عليهم البحث عن سلع و أسواق جديدة ، من أجل توسيع الحضارة الفينيقية خارج تلك المنطقة التي شهدت بدايتها ، بالمعنى الأدق خارج سواحل الشام ، و من هنا جاءت أهمية بناء مستعمرات جديدة ، فوقع اختيارهم على منطقة حوض البحر المتوسط ، و كان ذلك ابان القرن العاشر قبل الميلاد ، و كان من أشهر المستعمرات وقتها مستعمرة كوادي لبدة و قادش و منطقة باليرمو ، هذه المستعمرات كان لها أهمية كبيرة في ذاك الوقت ، حتى أنها كانت لا تقل أهمية عن مدينة قرطاج الشهيرة ، و التي تمكنت في نهاية المطاف من إقامة امبراطورية مستقلة .

تكوين المستعمرات
– من أهم ما ميز الفينيقيين في ذلك الوقت أنهم كانوا من أمهر التجار ، مما مكنهم من الوصول إلى العديد من الأماكن و إقامة مستعمرات في أي مكان حلوا فيه .

– كان الفينيقيين في ذاك الوقت بارعين جدا في الملاحة و ركوب البحر ، مما مكنهم من الوصول إلى الجزر اليونانية ، و كذلك جنوب إيطاليا و جنوب أوروبا ، و كذلك وصلوا للساحل الأطلسي لأفريقيا ، فضلا عن تمكنهم من الوصول لمنطقة شبه الجزيرة العربية و بلاد الهند ، و التي تتم عن طريق الملاحة في البحر الأحمر ، و كان السبب في الوصول لكل هذه الأماكن توصيل القوافل التجارية المحملة بالبضائع .

– عملهم في التجارة حتم عليهم ضرورة البحث عن سلع ثمينة ، و تأسيس العديد من المراكز التجارية ، على أن تكون هذه المراكز بالقرب من البحر ، ليسهل على السفن الوصول لها ، و أن تمتاز بالموقع الآمن و قربها من المياه العذبة ، و من هنا يمكنهم إقامة أسواق جديدة ، و إنطلاقا من هذا ظهرت الحاجة للاستقرار ، و بدأوا في بناء محطات المراقبة و الأبنية الخاصة بهم ، و بدأوا في إقامة المستعمرات و المدن .

– على الرغم من التوسع الكبير للفنيقيين في ذلك الوقت ، إلا أن موطنهم الأصلي بدأ في الإنحصار ، و ذلك نتيجة لوجود بعض القوى المجاورة ، فضلا عن التغيرات المناخية التي أثرت سلبا على المحاصيل الزراعية هناك .

تاريخ الاستعمار الفينيقي
– يذكر العديد من المؤرخين أن الاستعمار الفينيقي قد بدأ تقريبا منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، في حين أن البعض يروا أن هذا التاريخ أبكر من بداية الاستعمار الفعلي ، و أن هذا كان تقريبا بالتزامن مع فترة الاستعمار اليوناني .

– هناك العديد من الصادر التاريخية أيضا حاولت البحث عن السفن التجارية التي تخص المستعمرات الفينيقية ، و قد أثبتت أنها لم تكن تدفع ضرائب عند دخولها للمناطق التابعة لليونان ، و هذا لا يعني سوى شئ واحد و هو أن أراضيهم كانت موحدة ، و قد أثبتت هذه المصادر أيضا وجود آثار لمراكز تجارية بدائية ترجع إلى القرن الثامن قبل الميلاد ، و هو ما يعني أن الفينيقيين بالفعل قد وصلوا لهذه المناطق في هذا التوقيت ، و ربما التضارب في هذه المصادر يرجع إلى أنهم كانوا يقيموا المراكز التجارية قبل استعمار هذه المناطق ، و أن الغرض لم يكن الاستعمار بقدر توسيع التجارة ، أما عن الفترة التي دامت فيها هذه المستعمرات ، فقد استمرت حوالي خمس قرون ، تاجروا فيها في العديد من الأشياء ، منها المنسوجات و أوراق البردي و المعادن الثمينة و غيرها .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لحظة وداع (4)