قصة للأطفال :
كانت صديقتنا نضال لحرش في السابعة من عمرها لما ذهبت الى ريف تافراطة بين دبدو و تاوريرت .
انها المرة الاولى التي ستقضي فيها أسابيع في منزل جدها وسط الطبيعة الخلابة و المترامية في هذا السهل الفسيح .و كانت فرصة ممتعة لصديقتنا نضال ، فمن جهة فصديقتنا تحب الحيوانات و من جهة أخرى تجد متعة في مساعدة جدها و جدتها في أعمال المزرعة .
كان منزلا منعزلا وسط حقول الشعير التي تحولت بعض سنابلها الى اللون الذهبي الجميل ، أغنام و بقرتان و دجاج و ديك هندي حيوانات كانت تسكن هذه المزرعة الوديعة .
كان البيت البسيط الذي تسكنه جدتها يتربع فوق رابية صغيرة. بجواره إسطبل تعيش فيه البقرتان و الأغنام في جانب ،أما سكان الجانب الآخر فهناك تزعق الدجاج و الديكة بصوت صاخب ، البعض يصعد الى السقيفة الخشبية ليضع البيض و البعض الآخر يمشي و ينقر حبات البذور الملقاة على الأرض .و كان هناك أيضا الديك الأبيض ذو الذيل الملون الذي يوقظهم كل صباح كجرس منبه لا يخطئ التوقيت .
كانت الجدة و الجد يزرعان قرب المنزل خس و جزر و نعناع و قسبر و معدنوس كما زرعت في حدود المزرعة شجيرات تين و لوز .
كانت مهمة نضال إعطاء البرسيم للأبقار و الشياه .و لم تكن تخاف من الحمار فقد كانت تمد له البرسيم بيدها و تراقبه يلتهمه بنهم شديد .و حتى الديك المفزع لم يكن يخيفها حينما كانت تصعد الى السقيفة عبر سلم خشبي لتجمع البيض و تضع الشعير و الذرة و النخالة للدجاج.
و في صباح أحد الأيام دخلت نضال كالمعتاد ، و وزعت الحبوب كالمعتاد و هرول الدجاج ليلتقط الحب بنهم ، صعدت إلى السقيفة لتجمع البيض فلاحظت أن الدجاجة الحمراء جالسة في ركن منعزل و لم تهرع لتنقر الحب كباقي الدجاج ،فكرت نضال : لربما كانت مريضة ، ثم ابتسمت و قالت و من يدري فقد تكون مضربة عن الطعام ؟ يجب التفاوض معها . نفس الشيء سيتكرر في الغد و ستهرع نضال عند جدتها قلقة ، حينما أتت الجدة إلى الحظيرة كانت أكثر هدوءا . أفهمتها أن الدجاجة بخير و ما تحتاجه في الوقت الحاضر هو الراحة و عدم الإزعاج .وأضافت : علينا الانتظار بضعة أسابيع فقط . لكن نضال لم تكن هادئة و لا مرتاحة و هي ترى يوميا الدجاجة قابعة في مكانها .
تركت نضال الأيام تمر ، و واصلت رعاية الحيوانات بنفس الهمة و المتعة كما كانت تفعل دائما .
عندما مرت ثلاثة أسابيع ، ذات صباح دخلت و وضعت الحب في الصندوق الخشبي الطويل ، رأت الدجاجة تنظر إليها و كأنها تريد الحب و كان صوتها مختلفا . اقتربت من الدجاجة فرأتها تحتضن خمسة كتاكيت صغار جميلة و وديعة ذو ريش ناعم جميل . كانوا ينامون فوق القش و يتبولون بلا توقف .
فرحت نضال و جرت مسرعة لتخبر جدتها .
- ماذا حدث يا جدتي ؟
- كان على الدجاجة أن تحضن البيض و لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع . و تمنحه الحرارة اللازمة حتى توفر الظروف الملائمة لينمو الكتكوت داخل البيضة ، و يصبح كبيرا و قويا بحيث يمكنه كسر قشور البيضة و مغادرتها .
قضت نضال الصيف و هي تراقب الكتاكيت تكبر يوما بعد يوم ، و فكرت أن هذه الكتاكيت ستصير يوما دجاجات تلد بيضا لتفقس كتاكيت
هذه سنة و دورة الحياة .
توضيح لا بد منه : تم ادراج الاسم الحقيقي لصديقتنا نضال لحرش لتكون بطلة القصة تقديرا لاجتهادها المتواصل و عملها المتميز داخل مجموعتها .
يمنع نشر القصة في موقع آخر بدون أخذ الموافقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق