الثلاثاء، 26 مارس 2019

بحث عن الحال في اللغة العربية : تعريف ، إعراب ، أمثلة

درس وموضوع اليوم : ‘ بحث عن الحال في اللغة العربية ‘ ، حيث سنتعرف على هذا الاسم بشكل مقرب ، وسنكتشف قواعده وأحكامه بشرح وأمثلة مفهومة إن شاء الله .

تعريف الحال


تأمل الجمل الآتية :
– عاد الجيشُ ظافرا .
– أقبل المظلومُ باكيا .
– بعتُ الإناءَ مكسورا .
– قطعتُ الطريقَ راكضا .
انظر إلى الكلمات : ظافرا – باكيا – مكسورا – راكضا ، في الجمل السابقة ، تجدها جميعا أسماء منصوبة ، ولكننا نريد أن نعرف المعنى الذي استفاده السامع من وجود هذه الكلمات في الجمل .


فإذا قلت : عاد الجيش .
فسيفهم السامع أن الجيش عاد ، وهو الفاعل في هذه الجملة .
لكنك إذا أضفت إلى الجملة ‘ ظافرا ‘ فهم السامع الهيئة والحالة التي كان عليها الجيش حين عودته .
وإذا قلت : بعتُ الإناءَ .
قسيفهم السامع أنك قمت ببيع الإناء فقط .
لكنك إذا أضفت إلى الجملة ‘ مكسورا ‘ فهم السامع حالة الإناء حين بيعه ، وهو مفعول به في هذه الجملة ( أي الإناء ) .
وبهذه الطريقة ستدرك أن الكلمات الأخيرة من كل جملة ، إنما جاءت لتبين حال الفاعل أو المفعول به ، ولذلك تسمى حالا ، ويسمى كل من الفاعل أو المفعول به ، صاحب الحال .
قاعدة الحال اسم نكرة منصوب ، يأتي بعد جملة تامة لبيان حال الفاعل ، أو المفعول به ، أو الاسم المجرور ، أو المبتدأ ، أو الخبر ، وهذا ما يسمى صاحب الحال .

جمل و أمثلة عن الحال


– جاء الولدُ ضاحكا .
صاحب الحال : الولد ( فاعل ) .
الحال : ضاحكا .
– رأيتُ الأولادَ لاهينَ .
صاحب الحال : الأولاد ( مفعول به ) .
الحال : لاهين .
– هذا ابني ناجحا .
صاحب الحال : ابني ( خبر ) .
الحال : ناجحا .
– أخوك متعلما خيرٌ منه جاهلا .
صاحب الحال : أخوك ( مبتدأ ) .
الحال : متعلما .
– دخلتُ إلى السوقِ مكتظا .
صاحب الحال : السوق ( جار ومجرور ) .
الحال : مكتظا .

أنواع الحال


1 – مفردا ( في الإفراد والتثنية والجمع ) ، مثل :
– رجع القائد منصورا .
– رجع القائديْنِ منصوريْنِ .
– رجع القادةُ منصورِينَ .
2 – جملة فعلية ، مثل :
– ذهب المجرمُ تحرسه الشرطة .
3 – جملة اسمية ، مثل :
– سافرتُ والشمس مشرقة .
4 – جارا ومجرورا ، مثل :
– أقبل العيدُ بالخيرات .
5 – ظرفا ، مثل :
– أبصرتُ الخطيبَ فوق المنبرِ .

أقسام الحال المنفردة


1 – من حيث ثبوت معناها أو انتقاله إلى :
حال ثابتة : هي التي تلازم صاحبها ولا تفارقه ، مثل :
– شاهدتُ الشمسَ مشرقة .
حال متنقلة : هي التي تبين حالة صاحبها مدة مؤقتة ثم تفارقه بعدها ، مثل :
– جاء الناجح فرحا .
2 – من حيث الجمود والاشتقاق إلى :
حال مشتقة : وهي وصف صاحب الحال بمصدر مشتق من وصفه ، مثل :
– أقبل الرجل غاضبا .
حال جامدة : قد تأتي الحال جامدة إذا أوّلت بمشتق ، مثل :
– يعدو أخوك غزالا ( أي يجري كالغزال ) .
3 – من حيث التنكير والتعريف إلى :
حال نكرة : وهي الأصل ، مثل :
– استيقظ الفلاح نشيطا .
حال معرّفة بأل أو بالإضافة ، وتؤول بنكرة ، مثل :
– دخل التلاميذ الأولَ فالأولَ .
فالأول فالأول حال معرفة بأل ، إلا أنها مؤولة بمشتق نكرة ، والتقدير : دخل التلاميذ مترتبين الأول فالأول .

تعدد الحال


قد تتعد الحال سواء أكانت مفردا أم جملة أم شبه جملة .
مثال : جاء الولد راكضا ، حائرا ، مسرعا ، يلهث ، ويستريح .

تقديم الحال وتأخيره


تتقدم الحال على صاحبها وجوبا في موضعين :
1 – إذا كان صاحب الحال نكرة لم تستوف الشروط ، مثل :
– أقبل مسرعا قطارٌ .
2 – إذا كان صاحب الحال محصورا ، مثل :
– ما حضر متأخرا إلا محمد .
تتأخر الحال على صاحبها وجوبا في ثلاثة مواضع :
1 – إذا كانت الحال محصورة ، مثل :
– ما جاء الناجحُ إلا فرحا .
2 – إذا جر صاحب الحال بالإضافة ، مثل :
– أعجبني قولك صادقا .
3 – إذا كان الحال جملة مقترنة بالواو ، مثل :
– انطلق القطار وقد حلّ الليل .

حذف الحال


يجوز حذف الحال إذا دل عليه دليل ، مثل :
– قال تعالى : ‘ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم ‘ ( الرعد 23 – 24  ) .
أي : قائلين سلام عليكم .
فالحال : قائلين ، وقد حذفت لدلالة الدليل عليها ، لأن السلام يكون قولا .

إعراب الحال


– بقيَ الجنديُّ صامدا .
بقي : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
الجندي : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
صامدا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
– قطعتُ الطريقَ راكضا .
قطعت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
الطريق : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
راكضا : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
– استقبل زيدٌ عليا ضاحكيْن .
استقبل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
زيد : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
ضاحكين : حال منصوب بالياء لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد .
– الفاكهةُ طازجةً مفيدةٌ .
الفاكهة : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
طازجة : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
مفيدة : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .

فائدة :

الحال كلمة تذكّر وتؤنث ، وتأنيثها هو الأفصح ، لذا فالصحيح غالبا أن نقول في الإعراب : حال منصوبة ، لكن يجوز كذلك أن نقول : حال منصوب .
– دخل التلاميذ الأولَ فالأولَ .
دخل : فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة في آخره .
التلاميذ : فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
الأول : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
فالأول : الفاء : حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، الأول معطوف على الأول منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– يُلبسُ الذهبُ خاتما .
يلبس : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
الذهب : نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره .
خاتما : حال منصوبة بالفتحة الظاهرة في آخره .
– رأيتُ عليا يكتب
رأيت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
يكتب : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو ، والجملة الفعلية في محل نصب حال .
– رأيتُ عليا وهو مسرعٌ .
رأيت : فعل ماض مبني على السكون ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل .
عليا : مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
و : واو الحالية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
مسرع : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره . والجملة الاسمية في محل نصب حال .

أمثلة على الحال من القرآن الكريم


قال تعالى :
– ‘ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا ‘ ( القصص 21 ) .
خائفا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ‘ ( النساء 79 ) .
رسولا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ‘ ( الحجرات 12 ) .
ميتا : حال منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره .
– ‘ فخرج على قومه في زينته ‘ ( القصص 79 ) .
في زينته : جار ومجرور في محل نصب حال .
– ‘ ولا تعثوا في الأرض مفسدين ‘ ( البقرة 60 ) .
مفسدين : حال منصوبة بالياء لأنه جمع مذكر سالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لحظة وداع (4)